ثلاثون رجلاً في الاسلام

ثلاثون رجلا في الإسلام


القرطبي

هو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن فَرْح الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المفسِّر، ولد في قرطبة، يُرجِّح المؤرِّخون أنَّه وُلد في في الفترة من 600 إلى 610 هـ، من بلاد الأندلس. نشأ هذا العالم الجليل في عصر الموحِّدين في قرطبة، حاضرة الأندلس، من أسرةٍ متوسِّطة الحال، وكانت الأندلس آنذاك أكثر بقاع الأرض نوراً وحضارة، حيث انتشرت في أرجائها المكتبات والمعاهد العلميَّة،

فلم يبق في الأندلس من لا يعرف القراءة والكتابة. وتعلّم فيها العربية والشعر إلى جانب تعلمه القرآن الكريم، وتلقى بها ثقافته الواسعة في الفقه والنحو والقراءات، كما درس البلاغة وعلوم القرآن وغيرها، وكان إلى جانب تلقيه العلم ينقل الآجر لصنع الخزف في فترة شبابه، وقد كانت صناعة الخزف والفخار من الصناعات التقليدية التي انتشرت في قرطبة آنذاك... نشطت الحياة العلمية في المغرب والأندلس في عصر الموحدين (514 - 668 هـ)، وهو العصر الذى عاش فيه القرطبي فترة من حياته، أيام كان في الأندلس وقبل أن ينتقل إلى مصر؛ مما زاد الحركة العلمية ازدهاراً في هذا العصر. كان القرطبيُّ إماماً متقناً متبحِّراً في العلم، وكان شيخاً فاضلاً له تصانيف كثيرة تدلُّ على كثرة الاطلاع ووفرته. وكان -رحمه الله- من عباد الله الصالحين والعلماء العارفين، زاهداً في الدنيا، مشغولاً بما يعنيه من أمور الآخرة، وقد قضى عمره مشغولاً بين العبادة والتأليف. ظلَّ يعيش في قرطبة حتى سقطت في أيدي الفرنجة سنة 632هـ، فانتقل إلى مصر، واستقرَّ في منية بني خصيب (محافظة المنيا)، حتى لقي ربَّه ليلة الإثنين التاسع من شوال سنة 671هـ، رحمه الله تعالى. ويعتبر الإمام القرطبي شيخ المفسرين من الفقهاء. وعلى الرغم من كونه مالكي المذهب، ولكنه كان أكثر العلماء إيراداً لأقوال المذاهب المختلفة، ويعتبر تفسيره الكبير الجامع لأحكام القرآن موسوعة فقهية متكاملة جمعت تراث المذاهب الفقهية، وأظهرت مدى التسامح والإعذار بين علماء الشريعة. قدَّم الإمام القرطبيُّ للمكتبة الإسلاميَّة كتباً قيِّمةً وعظيمةً، تصل إلى خمسة عشر كتاباً، أهمُّها التفسير المسمَّى: «الجامع لأحكام القرآن»، واشتُهر باسم: «تفسير القرطبي»، وهو من أعظم الكتب وأهم المراجع في تفسير القرآن وبيان أحكامه، ولا يزال المسلمون يتداولونه ويهتمُّون به حتى عصرنا هذا، لما فيه من عظيم الفائدة. من مؤلَّفاته الأخرى: المُفْهِم لما أُشكل من تلخيص كتاب مسلم، التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة، مختصر جامع بيان العلم وفضله، وما ينبغي في روايته وحمله، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، التذكار في أفضل الأذكار.

خبر من رمضان
بدأ قبل أيام بثّ قناة «الدعوة» على قمر النيل سات، وهي قناة متخصصة بنشر دروس علماء الشريعة في بلاد الشام، حيث ستقوم بتصوير الدروس في المساجد وغيرها، لبثّها على المحطة.
ويأمل المراقبون أن تلتزم المحطة اتجاهاً وسطاً معتدلاً يتناسب مع واقع سورية في التسامح والاعتدال، ويواجه خطاب التكفير والتشدّد والغلو.
ومن أهم الشيوخ الذين ستعرض لهم القناة دروساً دينية الشيخ سارية الرفاعي، والشيخ مصطفى البغا، والشيخ سعيد رمضان البوطي.

تساؤلات صائم

¶ هل تحسب الضرائب من الزكاة؟

لا يجوز أن تحسب الضرائب التي يدفعها أصحاب الأموال على أموالهم من زكاة ما تجب فيه الزكاة منها، بل يجب إخراج الزكاة المفروضة وصرفها في مصارفها الشرعية التي نصَّ عليها القرآن.
قال تعالى: «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم».
وعلى الرغم من أنَّ كثيراً من الضرائب تقع في مصارف الزكاة، ولكن لا يصحّ احتسابها كذلك، لأنَّ إدارة الضرائب لا تلتزم بهذا الإنفاق، ولأنَّ الزكاة تتطلب النية ومتابعة الإنفاق. ونحن ندعو المسؤولين في المالية إلى إعداد نظام يفرد لنفقات الزكاة مصرفاً خاصاً، وتشرف عليه هيئة شرعية. وعند ذلك يمكن احتسابه من الزكاة، والله تعالى أعلم.

يارب
اللهم إنا نسألك زيادة في الدين، وبركة في العمر، وصحة في الجسد، وسعة في الرزق، وتوبة قبل الموت، وشهادة عند الموت، ومغفرة بعد الموت، ونصيباً من الجنة... وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم...
اللهم أيما امرئ شتمني أو آذاني أو نال مني...
اللهم إني عفوت عنه، اللهم فاعف عني
اللهم إني عفوت عن عبادك في هذا الشهر الكريم فاجعل لي مخرجاً أن يعفو عبادك عني.
اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً وعملاً متقبلاً، وشفاء من كل داء.
اللهم أنت السميع العليم تعلم ما بي وما علي.
اللهم إني أرجو نجاةً مما أنا فيه وأنت أرحم الراحمين.

الإسلام في عشرين كلمة
فتح مكة 20 رمضان
يوم العفو الأعظم


أبو سفيان بن حارث، اسمٌ لا ينسى في تاريخ النبوة، إنه ابن عمّ رسول الله، فالحارث أكبر أبناء عبد المطلب، وكان أبو سفيان أشدّ الناس قرباً للنبي الكريم وصحبة له قبل النبوة، وكان أخاً له في الرضاع، وكانت عيناك لا تكاد تبصر أحدهما دون الآخر، قرينين حميمين وصديقين قريبين. أربعون عاماً من الصداقة المتصلة دون انقطاع صارت حديثاً للعرب، ومثلاً حاضراً لصافي الوداد.
ولكن كلّ شيء تغيّر في لحظة واحدة؛ فحين أعلن النبي الكريم أنه رسول الله، تفجَّر في نفس أبي سفيان بركانٌ من الغيظ والغضب حسداً وضيقة عين، ورأى أنَّ الوحي عاثرٌ واهمٌ حين اختصَّ قرينه من دونه بالنبوة، وبدأ مشواره في محاربة رسول الله!!.
كان شاعراًَ قوياً، وكان لكلامه أبلغُ الأثر في صدّ الناس عن الرسول، وفيما بعد في تجييش الجيوش لمحاربته وحصاره. وفي معارك قريش ضدّ رسول الله، كانت أشعار أبي سفيان أكثر ما يلهب حماسة الناس لحرب النبي الكريم؛ فهو أعرف الناس به وهو ابن عمه، وصار حديث السائر: لو كان على هدى لآمن به أهله!!. هكذا ببساطة كانت الصورة القريبة التي رسمها سعي أبي سفيان ضدَّ الرسول الكريم. عشرون عاماً من الحرب التي لم تهدأ ضدَّ الرسول الكريم، مرَّت خلالها أحداثُ بدر وأحد والخندق، وفيها جميعاً كان أبو سفيان في الناحية الخطأ يحرّض على رسول الله هجاء وافتراء وغيظاً.
وفجأة استيقظ ضميرُ الرجل، بعد أن بدا أنَّ الله يسارع في هوى محمد وبدا أنَّ مجده قادم ونصره قائم، وأن لا خيار في ركوب سفينته للوصول إلى المجد الموعود.
مضى أبو سفيان إلى خيمة النبي الكريم عند فتح مكة، وحين استأذن عليه، أطرق الرسول الكريم، وطافت في خياله ذكريات عشرين عاماً من المرارة، لم يهدأ فيها أبو سفيان في محاربته، وتذكر الآلاف الذين صدّوا عن سبيل الله بسبب شعره وسحره وغدره، وعلى الرغم من حسن عفوه وسعة رحمته، وجد نفسه يقول: لا تأذنوا له!!، ابن عمي هتك عهدي، ولم يوفر عرضي، وافترى عليّ عشرين عاماً!!. كانت في الواقع ساعة صدق وندم، وأدرك الرجل أنه يوشك أن يفوته قطار العفو الأعظم، واحتار في أمره، ثم بدا له أن يمشي إلى ابن عمه علي بن أبي طالب، وقال له: أعلمت يا ابن عمي أن محمداً لم يأذن لي بلقائه، وقد خابت صفقتي وخسرت حيلتي، والله لئن لم يأذن لي لآخذن بيد ولدي في الصحراء حتى نهلك جوعاً وعطشاً!!. قال علي: يا أبا سفيان: إنَّ رسول الله قد أحزنه طول عنادك وشدة صدودك، ولا أجد لذنبك عافياً، ولكنني أعلمك كلمات إخوة يوسف وما قالوه في اعتذارهم من أخيهم، فإنَّ رسول الله لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه جواباً!!. وبالفعل فعلَ الرجل ما أمره علي، وتلثم حتى لا يعرفه الناس، ثم اقتحم خيمة النبي الكريم دون استئذان، وحين وقف أمام النبي كشف عن وجهه، وقال بمرارة وحزن كما قال إخوة يوسف: تالله لقد آثرك الله علينا، وإنا كنا لخاطئين!!.
كان أمام النبي الكريم خياران (العفو والانتقام)، ولو انتقم لكان عادلاً لا يلومه أحد، ولكنه سيكون دون يوسف في العفو والصفح. وبعد لحظة حيرة، ابتسم النبي الكريم، وأشرق وجهه، واستنار كأنه قطعة قمر، وقال: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين!!.
كانت كلمات من ذهب أرشده إليها باب مدينة العلم علي بن أبي طالب، جعلته بحقّ سيد العافين عن الناس، وشرحت لنا معنى قول الله تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم».

وين الردود يا جماعة

وين الردوود