(العربية لغتنا السورية هويتنا) حسن درويش جبل الزاوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» التعليم و الموت
ضجيج الصمت Emptyالسبت أغسطس 15, 2015 2:20 am من طرف أبو يامن

»  تباريني المقدسات
ضجيج الصمت Emptyالخميس أغسطس 13, 2015 6:38 pm من طرف أبو يامن

» اكتئابك.. سيسبب لك السرطان أيضا
ضجيج الصمت Emptyالأحد نوفمبر 06, 2011 11:52 pm من طرف ابو حسام

» مـوعـد مع الـمـوت
ضجيج الصمت Emptyالأحد نوفمبر 06, 2011 11:46 pm من طرف ابو حسام

» أسماء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
ضجيج الصمت Emptyالسبت أكتوبر 22, 2011 3:00 pm من طرف د.محمد

» إعراب القرآن الكريم
ضجيج الصمت Emptyالسبت أكتوبر 22, 2011 2:48 pm من طرف د.محمد

» هدية لطلاب البكالوريا موضوع المحور الثالث من المقرر الدراسي
ضجيج الصمت Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 10:14 pm من طرف د.محمد

» ***** كل عام وأنتم بخير *****
ضجيج الصمت Emptyالثلاثاء أكتوبر 18, 2011 7:21 pm من طرف د.محمد

» المفاضلة العامة دورة 2011/2012 علمي
ضجيج الصمت Emptyالثلاثاء أكتوبر 18, 2011 7:06 pm من طرف د.محمد


ضجيج الصمت

اذهب الى الأسفل

ضجيج الصمت Empty ضجيج الصمت

مُساهمة من طرف BHD السبت يوليو 31, 2010 6:30 pm

قصة قصيرة بقلم الزميلة : هديل خلوف ( طلاب جامعة حلب )

كل صباح هو مجرد يوم آخر عند سلمى .. إعداد الفطور .. إيقاظ أخويها من أجل المدرسة ..ترتيب المنزل و " التعليق على الطبخة" ثم إعداد الفطور مرة أخرى و إيقاظ الأخوات الثلاثة و الأم عند الواحدة ظهراً .. و أثناء النهار المزيد و المزيد من تحريك الشفاه و تغير تعابير الوجه .. و الصمت يعم ذلك كله ..

لا تذكر متى كانت أول مرة شعرت فيها بأنها مختلفة عن الجميع , ربما عندما كانت ترى أخواتها يحملن حقائب على ظهورهن و يخرجن صباحاً بينما هي لا .. أو ربما عندما كانت أمها تحرص على عدم ظهورها في المناسبات التي يجتمع فيها الكثير من النسوة .. أو هل كانت عندما بدأت تلاحظ أن الجميع يحرك فمه دون أن تفهم مغزى ذلك ؟ هي لا تعرف حقاً ..

كل يوم هو عبارة عن حلقة أخرى في السلسلة ذاتها .. كل يوم تقريباً تصعد " أم شاكر " و " أم صبحي" زوجات الحاج عمر ليشربن القهوة عندهم .. و سلمى رغم أنها لا تستطيع سماع ما تقوله المرأتان إلا أنها تفضل عدم الجلوس معهن .. هي لا تطيق تلك النظرات المتفحصة المسمومة التي ترسلها "أم صبحي " إليها , كما أنها لا تستسيغ مراقبة أسنان " أم شاكر" النخرة التي لا تطبق فمها أبداً ..

لقد وفر لها الصمت الدائم الذي تعيش فيه رهافة غير عادية و هواية محببة , تجلس في أوقات فراغها أمام التلفاز و تراقب .. هذا الرجل يعقد حاجبيه بينما المرأة تبكي و ترفع يديها أمامه متوسلة , إذن لا بد أن هذه المرأة قد أحرقت الطبخة فنهرها زوجها و هي الآن تطلب الصفح .. هذا المذيع يحرك فمه قليلاً مبتسماً بينما يبدأ الضيف بتحريك فمه باستمرار دون أن يغير من تعابير وجهه إذن لابد من أن المذيع يطلب من الضيف أن يعد كل أسماء أصدقائه الذين مروا عليه في حياته ! تجلس سلمى لساعات و تغير من تعابير وجهها و تضحك و تضحك .. لقد اعتادت روتين الحياة هذا مع أنها تتضايق عندما تبدأ أخواتها بتحريك أفواههن و أيديهن دون أن تعلم ما يقصدن ..

بالأمس صارت حفلة كبيرة في البيت و ارتدت أختها الكبرى ثوباً أبيضاً جميلاً و غادرت المنزل إلى الأبد مع ابن عمها الذي كانت تلعب معه في طفولتها .. ثم تكرر ذلك مع أختيها الأخريات .. كلهن لبسن الثوب الأبيض ذاك و غادرن المنزل .. بكت كثيراً كثيراً , لكنها أصبحت تشعر بالسعادة عندما أصبحن يزرن المنزل و السعادة تملأ وجوههن ..

الآن و قد خلا المنزل من الأخوات الثلاث أصبحت تشعر بالملل و هي ترى أخويها المراهقين يتعاركان طوال النهار و لا تدري لماذا , أصبحت تشمئز أكثر من زيارات "أم شاكر" و "أم صبحي " , صارت تمقت نظرات أبيها المتوعدة الغاضبة كلما رآها تجلس على النافذة .. أين ستجلس إذن ؟ النافذة هي المكان الوحيد الذي يقدم لها دليلاً على وجود عالم ثانٍ خلف جدران البيت .. عالم لا يوجد فيه أناس يحركون أفواههم .. هناك تلك السوسنة الصامتة الساكنة مثلها .. هناك تلك العصافير التي لا ترمقها بنظرات يجب عليها تفسيرها .. كل مساء تجلس سلمى أمام النافذة بعد أن تأخذ دفتر أخيها و أقلامه خلسة .. تجلس لترسم ما تشعر به .. ترسم الكلمات التي لا تعرف حقاً ما هي .. هي تجهل وجودها أصلاً .. هي تعرف الغضب عندما تراه لكن لا تعرف أن هناك كلمة مؤلفة من غين و ضاد و باء هي الغضب .. و هي أيضاً تعرف الحب ..

كل مساء يخرج ذلك الشاب الوسيم في الشرفة المقابلة و بيده كتاباً .. كل فترة ينظر إليها ويبتسم .. يبتسم فقط لذلك كانت تبادله الابتسامة ذاتها .. لقد سرها استخدامه للغة تفهمها و تحبها ..
في إحدى المساءات لم تستطع الجلوس أمام النافذة لأن أمها كانت في الغرفة .. لقد أجلستها الأم أمامها و صارت تمسد على شعرها و عيناها مغرورقتان بالدموع .. صارت تحرك فمها كثيراً و هي تفك ضفائرها و سلمى لا تفهم ..

في اليوم التالي طلب منها والدها الخروج إلى الصالون .. كان هناك "أم شاكر " و " أم صبحي " بنظراتهما الكريهة .. و كان هناك الحاج عمر بصلعته الامعة و كأنها مدهونة بالزيت دائماً و شاربه الكث الرمادي .. كان هناك رجل ملتحي ما .. كل النظرات صارت موجهة نحوها هي ..لم تستطع هذه المرة فهم ما يجري حقاً ..

بعد شهر .. صارت هناك حفلة في البيت .. ألبستها أخواتها ثوباً أبيضاً لطالما حلمت به .. نظرت إلى وجهها في المرآة و سرت لجمالها .. اتجهت إلى النافذة و أخذت ياسمينتين و ضعتهما في شعرها , هي لابد وأنها مغادرة البيت .. لذلك ودعت العصافير و السوسنة .. لابد أن ذلك الشاب الوسيم هو من سيأتي الآن ليأخذها .. ستزور المنزل أيضاً كما تفعل أخواتها ..

عندما أحاطت بها " أم شاكر " و " أم صبحي " ليقدماها إلى زوجهما الحاج عمر ارتاعت لهول الأمر و اختلطت عليها الأمور .. لم تستطع بسنينها السبعة عشرة استيعاب المفاجأة .. تمنت لحظتها لو تستطيع تحريك فمها كالآخرين و شتمهم جميعاً .. لقد ملت الصمت .. نظرت إلى أمها دامعة متسائلة , لكن صممها منعها من أن تسمع صوت أمها المتهدج يقول " يا بنتي بدنا نستر عليكي و نأمنك قبل ما نموت ! " ......... تباً للجهل !

[right]
BHD
BHD
Admin

عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
العمر : 35
الموقع : دمشق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى