(العربية لغتنا السورية هويتنا) حسن درويش جبل الزاوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» التعليم و الموت
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالسبت أغسطس 15, 2015 2:20 am من طرف أبو يامن

»  تباريني المقدسات
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالخميس أغسطس 13, 2015 6:38 pm من طرف أبو يامن

» اكتئابك.. سيسبب لك السرطان أيضا
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالأحد نوفمبر 06, 2011 11:52 pm من طرف ابو حسام

» مـوعـد مع الـمـوت
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالأحد نوفمبر 06, 2011 11:46 pm من طرف ابو حسام

» أسماء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالسبت أكتوبر 22, 2011 3:00 pm من طرف د.محمد

» إعراب القرآن الكريم
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالسبت أكتوبر 22, 2011 2:48 pm من طرف د.محمد

» هدية لطلاب البكالوريا موضوع المحور الثالث من المقرر الدراسي
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالخميس أكتوبر 20, 2011 10:14 pm من طرف د.محمد

» ***** كل عام وأنتم بخير *****
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالثلاثاء أكتوبر 18, 2011 7:21 pm من طرف د.محمد

» المفاضلة العامة دورة 2011/2012 علمي
نلتقي في دمشق لنرتقي Emptyالثلاثاء أكتوبر 18, 2011 7:06 pm من طرف د.محمد


نلتقي في دمشق لنرتقي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

نلتقي في دمشق لنرتقي Empty نلتقي في دمشق لنرتقي

مُساهمة من طرف أبو يامن الإثنين مارس 08, 2010 1:57 am

إنها دمشق

( كما يصفها الشاعر والأديب العراقي مظفر النواب )


شقيقة بغداد اللدودة، ومصيدة بيروت، حسد القاهرة، وحلم عمّان، ضمير مكة،
غيرة قرطبة، مقلة القدس، مغناج المدن وعكاز تاريخ لخليفة هرم.‏‏‏‏‏


إنها دمشق امرأة بسبعة مستحيلات، وخمسة أسماء وعشرة ألقاب، مثوى ألف ولي
ومدرسة عشرين نبي، وفكرة خمسة عشر إله خرافي لحضارات شنقت نفسها على
أبوابها.

‏‏‏‏‏
إنها دمشق الأقدم والأيتم، ملتقى الحلم ونهايته، بداية الفتح وقوافله،
شرود القصيدة ومصيدة الشعراء.‏‏‏‏‏


من على شرفتها أطلّ هشام ليغازل غيمة أموية عابرة،"أنى تهطلي خيرك لي "
بعد أن فرغ من إرواء غوطتها بالدم، ومنها طار صقر قريش حالماً، ليدفن تحت
بلاطة في جبال البرينيه.‏‏‏‏‏


رَضَّعت حتى جفَّ بردى، فسارعت بدمها بشجرها وظلالها، ولما نفقت الغوطة،
أسلمت قاسيونها (شامتها الأثيرة) يلعقونه يتسلقونه، يطلون منه على جسدها،
ويدعون كل السفلة ليأخذوا حصتهم من براءتها، حتى باتت هذه مهنة من يحبها
ومن لا يقوى على ذلك لكنها دمشق تعود فتية كلما شُرِقَ نقي عظامها.‏‏‏‏‏



إنها دمشق أيها العرب العاربة والمستعربة قِبلة سياحكم، ومحط مطيكم، تمنح
لقب الشيخ لكل من لبس صندلا واعتمر دشداشة ولا تعترف إلا بشيخها محي
الدين بن عربي‏‏‏ ،هو من لم تتسع له الأرض، حضنته دمشق تحت ثديها وألبسته
حياً من أحيائها فغنى لها " كل ما لا يؤنث لا يعول عليه"

‏‏‏‏



‏‏


لديها من الغبار ما يكفي لتقص أثر من سرقها فتحيله متذرذراً على جسدها.‏‏‏‏‏
لديها من العشاق ما يكفي حبر العالم.‏‏‏‏‏ من الأزرق ما يكفي لتغرق
القارات الخمس .


لديها من المآذن ما يكفي ليتنفس ملحديها عبق الملائكة، ومن المداخن
ما يكفي "لتشحير" وجه الكون.‏‏‏‏‏


ولديها من الوقت ما يكفي لترتب قبلة مع مُذنَّب عابر، ومن الشهوة ما يدعو
نحل الكون لرحيقها.‏‏‏‏‏




لديها من الحبال ما يكفي لنشر الغسيل الوسخ للعالم أجمع، ومن الشرفات ما
يكفي سكان آسيا ليحتسوا قهوتها ويدخنوا سجائرهم على مهل.‏‏‏‏‏


لديها من القبل ما يكفي كل حرمان المجذومين، ومن الصراخ ما يكفي ضحايا
نكازاكي وهيروشيما‏‏‏‏‏

لديها من النهايات ما يكفي ثمانين ألف رواية، ومن الأجنة ما يكفي لتشغيل
الحروب القادمة.
‏‏‏‏‏
لديها شعراء بعدد شرطة السير، وقصائد بعدد مخالفات التموين، ونساء بكل
ألوان الطيف وما فوق وتحت البنفسجي والأحمر.‏‏‏‏‏

لا فضول لدمشق، لا تريد أن تعرف ولا أن تسرع الخطى، ثابتة على هيئة لغز،
الكل يلهثُ يرمحُ يسبحُ، وهي تنتظرهم هناك إلى حيث سيصلون.‏‏‏‏‏


دمشق هي العاصمة الوحيدة في العالم التي لا تقبل القسمة على اثنين في
أرقى أحيائها تسمع وجع "الطبالة"، وفي ظلمة "حجرها الأسود" يتسلق كشاشي
الحمام كتف قاسيون ليصطادوا حمامة شاردة من "المهاجرين".‏‏‏‏‏


دمشق لا تُقسم إلى محورين، فليست كبيروت غربية وشرقية، ولا كما القاهرة
أهلي وزملكاوي ولا كما باريس ديغول وفيشي ولا هي مثل لندن شرق وغرب
نهر التايمز ولا كمدن الخليج العربي مواطنين ووافدين ولن تكون كعمّان
فدائيين وأردنيين، ولا كبغداد منطقة خضراء وأخرى بلون الدم ....‏‏‏‏‏


دمشق مكان واحد فإذا طرقت باب توما ستنفتح نافذة لك من باب الجابية وإذا
أقفل باب مصلى فلديك مفاتيح باب السريجة‏‏‏‏‏ وإن أضعت طريق الجامع الأموي ،
ستدلك عليه " كنيسة السيدة "


لا تتعب نفسك مع دمشق ولا تحتار فهي تسخر من كل من يدعي أنه يحميها
ومن يهدد بترويضها، فتود أن تعانقها أو تهرب منها، تلتقط لها صورة أو
تحمضها كلها، تود أن تدخلها فاتحاً أم سائحاً، مدافعا أو ضحية، ماحياً أو
متذكراً كل شيء دفعة واحدة.‏‏‏‏‏


فتخرج سيجارة حمرا طويلة تشعلها بخمسة أعواد كبريت ماركة" الفرس"، وتقول
جملة واحدة للجميع (إنها دمشق )
أبو يامن
أبو يامن
Admin

عدد المساهمات : 59
تاريخ التسجيل : 08/03/2010
العمر : 59
الموقع : سوريا /إدلب/أريحا /بسامس

https://hasn-drwish.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نلتقي في دمشق لنرتقي Empty رد: نلتقي في دمشق لنرتقي

مُساهمة من طرف الباشا الأحد أغسطس 15, 2010 1:41 pm

انها دمشق
الباشا
الباشا

عدد المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 12/08/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى