بحـث
المواضيع الأخيرة
الرّجولة بعينيّ أنثى....صبا حبوش
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الرّجولة بعينيّ أنثى....صبا حبوش
قطعتَ البارحة كلّ إشارات المرور...
لم تميّز أخضراً من أحمر..فالألوان لم تكن في قاموسك الفطري..
بل عنتك نهايات كلّ طريق مررتَ فيه..
استوقفتْكَ أكثر من ذكرى واستحضرتكَ صور كانت في مقدمة انتصاراتك الذاكريّة.. ومالبثت أن وهبتكَ
مكانها وتخلّت عن شرف الأولويّة الفائضة بكثير من راحة الضمير..
أفردتَ ذاكرتك لبقايا صور تخلّت عنّك في لحظة...
تركتكَ محمومَ الوجنة والقلب ..كأنّك في أوج ولعك العاطفي...
لَكم أرقّتكَ تلكَ الطرق ...حفظتَ من كلّ زاويّة وجهةً مررتَ بها..حباً ..فرحاً..حزناً..ومابين بين...
تدورُ بضعَ دوراتٍ حول نفسك ..علّك ترى خيطَ وصلٍ يسحبك من قدمك لذات الوقت..بنفس الدقائق..وذات الثواني..
كأنّك تريد أن تتسمّر في عقاربَ أوقفها قدر الوقوف الذي يطبّق ذاته على البشر...
تُطبق جفنيكَ بغيظ ٍداخلي يكشفه اتساعُ حدقتيك..تريدُ إخفاء دمعة حنين في مجاري الرؤية المستحيلة لمن مرّوا من هنا..
تبتلعُ قطرة حنينك لتكون أمام مرآتك المنافقة رجلاً لا حاجة له للقاحات المضادة للبكاء..
لو كنتُ بمكانكَ لبكيتُ ..وفتحتُ نهراً من الدموع لا لأسبحَ فيه ,لا لأشفى من بارحتي..بل لأعبر بذاكرتي الغجريّة كلّ أراضي مارحل من العمر..
وأجعلَ النظرات كلّها تعلم أنّي الآن رجل ..فدمعتي كسرت قانون الجدار العنيد الذي يكتفي بخدش من الداخل لينزف دون أن يتألم..
يراهن على دمعته..ويعقد الأيمان على سقوط قلاعها وأسوارها بيَد الأشجان ..
إن أردتَ حقاً البكاء برجولة...اقتحم حاجزك الذاتي ..عمّم نظرية خاصة بك ...لاتعتمد على نظريات الآخرين..
ففي قفائل القلوب ألف مسودة لمشروع نظريات في الحب والحزن وحتى في البكاء..
اجعل بكاءك يوماً للإحتفال ..امنحه قالب حلوى مزين بكريما الذكرى...واسقيه دمعك نخب إطلاق مفرقاعتك السيلية..
ارفع كأسك المليء بالدموع في صحّة الذكرى وصحّة الطرق المخلصة لخطواتك المجنونة..في صحّة صحوتك المحتفظة بأدقّ تفاصيل الذّاكرة مع وجه الليل الحزين...
احتفل بعيد ذكرياتك الداخلية ..بعيد انهمار لآلىء أمسك السرمديّ..فلا أحد يراك..لا أحد يرى دموعك سواي..
...دعني أخلعُ عن وجهك ذاك القناع الضبابيّ المشوب بالكبرياء ..لا تخف لن أرميَهُ خارج جدران بيتك..
بل سأحتفظ به حين يحلّ بك الحنين على مرأى من عيون الآخرين..فارتداء الأقنعة الضبابيّة الموحية بفرح العمر كلّه
أفضل مايفعله المرءأمام الناس...
جفف دمعتك..احبسها..واستبدلها ببسمة مكابرة تجعلك محطّ أنظار الناس وحسدهم..دعهم يحسدوك على ماتظهر وماتخفي..
فالقشور هي مايعتدُّ به هذه الأيام......لا تقلق على قناعك ..وأكمل احتفالك بدموع الذكرى...ولاتصدّق أن الدموع َ انتقاصٌ من قدْر الرجولة...ألقِ أوراقك وأعدْ حساباتك ..وسترى أنّك بفتحِ باب الحنين الماطر أصبحتَ في قمّة الرجولة..
حطّم في لعبة العُرف ,كذبة العضلات المفتولة والأسرّة الملعونة.... ماعليك الآن إلاّ أن تخبّىء كتفَيك وتخفي منكبَيك...
فهذا استعراضٌ لا يليق بدموع حنينك.....
غيّر نظريّة الرجولة في كتبهم الزائفة .و دعّهم يفكّون رموزها ..ويعلمون أولاً معنى حروفٍ تلاصقَت مكونةً عالَم الرجولة بأكمله.....
اغسل بدموعك كلّ تلك الترّهات التي وضعوها وسامَ نفاقٍ على كتف الرجولة وكن رجلا بدموعك ..لا بعدد عشيقاتك
لا بعدد الحبوب الزرقاء التي تسلب منك كلّ يوم ثقتك بطاغيّة الرجولة...
فأنت رجل بتلك الدمعة الحائرة بين جفنك وقلبي...أنت رجل بحضنك الدافىء لا الشهواني..أنت رجل لحظة تعقد مع
جسدك عهداً أن تجعله يتبعكَ لاأنْ يجعلك تابعاً له...فكنْ رجلَ العهود الموثوقة بكلّ ماقلتَ يوماً...كي تستحق أنوثتي
المتخفيّة في عالمٍ يطلق الكذبة ويصدّقها...ويرى في العضلات المفتولة قيمة الرجولة.......
Seba.H
[i]
لم تميّز أخضراً من أحمر..فالألوان لم تكن في قاموسك الفطري..
بل عنتك نهايات كلّ طريق مررتَ فيه..
استوقفتْكَ أكثر من ذكرى واستحضرتكَ صور كانت في مقدمة انتصاراتك الذاكريّة.. ومالبثت أن وهبتكَ
مكانها وتخلّت عن شرف الأولويّة الفائضة بكثير من راحة الضمير..
أفردتَ ذاكرتك لبقايا صور تخلّت عنّك في لحظة...
تركتكَ محمومَ الوجنة والقلب ..كأنّك في أوج ولعك العاطفي...
لَكم أرقّتكَ تلكَ الطرق ...حفظتَ من كلّ زاويّة وجهةً مررتَ بها..حباً ..فرحاً..حزناً..ومابين بين...
تدورُ بضعَ دوراتٍ حول نفسك ..علّك ترى خيطَ وصلٍ يسحبك من قدمك لذات الوقت..بنفس الدقائق..وذات الثواني..
كأنّك تريد أن تتسمّر في عقاربَ أوقفها قدر الوقوف الذي يطبّق ذاته على البشر...
تُطبق جفنيكَ بغيظ ٍداخلي يكشفه اتساعُ حدقتيك..تريدُ إخفاء دمعة حنين في مجاري الرؤية المستحيلة لمن مرّوا من هنا..
تبتلعُ قطرة حنينك لتكون أمام مرآتك المنافقة رجلاً لا حاجة له للقاحات المضادة للبكاء..
لو كنتُ بمكانكَ لبكيتُ ..وفتحتُ نهراً من الدموع لا لأسبحَ فيه ,لا لأشفى من بارحتي..بل لأعبر بذاكرتي الغجريّة كلّ أراضي مارحل من العمر..
وأجعلَ النظرات كلّها تعلم أنّي الآن رجل ..فدمعتي كسرت قانون الجدار العنيد الذي يكتفي بخدش من الداخل لينزف دون أن يتألم..
يراهن على دمعته..ويعقد الأيمان على سقوط قلاعها وأسوارها بيَد الأشجان ..
إن أردتَ حقاً البكاء برجولة...اقتحم حاجزك الذاتي ..عمّم نظرية خاصة بك ...لاتعتمد على نظريات الآخرين..
ففي قفائل القلوب ألف مسودة لمشروع نظريات في الحب والحزن وحتى في البكاء..
اجعل بكاءك يوماً للإحتفال ..امنحه قالب حلوى مزين بكريما الذكرى...واسقيه دمعك نخب إطلاق مفرقاعتك السيلية..
ارفع كأسك المليء بالدموع في صحّة الذكرى وصحّة الطرق المخلصة لخطواتك المجنونة..في صحّة صحوتك المحتفظة بأدقّ تفاصيل الذّاكرة مع وجه الليل الحزين...
احتفل بعيد ذكرياتك الداخلية ..بعيد انهمار لآلىء أمسك السرمديّ..فلا أحد يراك..لا أحد يرى دموعك سواي..
...دعني أخلعُ عن وجهك ذاك القناع الضبابيّ المشوب بالكبرياء ..لا تخف لن أرميَهُ خارج جدران بيتك..
بل سأحتفظ به حين يحلّ بك الحنين على مرأى من عيون الآخرين..فارتداء الأقنعة الضبابيّة الموحية بفرح العمر كلّه
أفضل مايفعله المرءأمام الناس...
جفف دمعتك..احبسها..واستبدلها ببسمة مكابرة تجعلك محطّ أنظار الناس وحسدهم..دعهم يحسدوك على ماتظهر وماتخفي..
فالقشور هي مايعتدُّ به هذه الأيام......لا تقلق على قناعك ..وأكمل احتفالك بدموع الذكرى...ولاتصدّق أن الدموع َ انتقاصٌ من قدْر الرجولة...ألقِ أوراقك وأعدْ حساباتك ..وسترى أنّك بفتحِ باب الحنين الماطر أصبحتَ في قمّة الرجولة..
حطّم في لعبة العُرف ,كذبة العضلات المفتولة والأسرّة الملعونة.... ماعليك الآن إلاّ أن تخبّىء كتفَيك وتخفي منكبَيك...
فهذا استعراضٌ لا يليق بدموع حنينك.....
غيّر نظريّة الرجولة في كتبهم الزائفة .و دعّهم يفكّون رموزها ..ويعلمون أولاً معنى حروفٍ تلاصقَت مكونةً عالَم الرجولة بأكمله.....
اغسل بدموعك كلّ تلك الترّهات التي وضعوها وسامَ نفاقٍ على كتف الرجولة وكن رجلا بدموعك ..لا بعدد عشيقاتك
لا بعدد الحبوب الزرقاء التي تسلب منك كلّ يوم ثقتك بطاغيّة الرجولة...
فأنت رجل بتلك الدمعة الحائرة بين جفنك وقلبي...أنت رجل بحضنك الدافىء لا الشهواني..أنت رجل لحظة تعقد مع
جسدك عهداً أن تجعله يتبعكَ لاأنْ يجعلك تابعاً له...فكنْ رجلَ العهود الموثوقة بكلّ ماقلتَ يوماً...كي تستحق أنوثتي
المتخفيّة في عالمٍ يطلق الكذبة ويصدّقها...ويرى في العضلات المفتولة قيمة الرجولة.......
Seba.H
[i]
صبا- عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 21/04/2010
العمر : 37
الموقع : إدلب
رد: الرّجولة بعينيّ أنثى....صبا حبوش
يمكن قراءة كتاباتك قراءة سريعة
بس بالرغم من هيك
بتشكرك على المساهمة هي
وبهنيكي على ابداعك ولو كان بسيط
او بأولو
المهم انو في عندك شي ممكن تقدميه
تقبلي مروري
الدمشقي
بس بالرغم من هيك
بتشكرك على المساهمة هي
وبهنيكي على ابداعك ولو كان بسيط
او بأولو
المهم انو في عندك شي ممكن تقدميه
تقبلي مروري
الدمشقي
الدمشقي- عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 17/04/2010
رد: الرّجولة بعينيّ أنثى....صبا حبوش
السيد الدمشقي الكاتية حبوش من المبدعات اللاتي سلطن الأضواء على الواقع بلغة تكاد تكون شعرية وقد نصحتها مراراً بكتابة الشعر إلا أن حبها للنثر بقدرتها على معالجة الواقع بأسلوب شفاف يجعلها ملتزمة بهذا الفن إلى أبعد ما تتصور شكراً
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت أغسطس 15, 2015 2:20 am من طرف أبو يامن
» تباريني المقدسات
الخميس أغسطس 13, 2015 6:38 pm من طرف أبو يامن
» اكتئابك.. سيسبب لك السرطان أيضا
الأحد نوفمبر 06, 2011 11:52 pm من طرف ابو حسام
» مـوعـد مع الـمـوت
الأحد نوفمبر 06, 2011 11:46 pm من طرف ابو حسام
» أسماء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
السبت أكتوبر 22, 2011 3:00 pm من طرف د.محمد
» إعراب القرآن الكريم
السبت أكتوبر 22, 2011 2:48 pm من طرف د.محمد
» هدية لطلاب البكالوريا موضوع المحور الثالث من المقرر الدراسي
الخميس أكتوبر 20, 2011 10:14 pm من طرف د.محمد
» ***** كل عام وأنتم بخير *****
الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 7:21 pm من طرف د.محمد
» المفاضلة العامة دورة 2011/2012 علمي
الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 7:06 pm من طرف د.محمد